Un prix americain "little mosque in the prairie"

أنجلوس (الولايات المتحدة)– أعلنت منظمة إسلامية أمريكية كبرى عن منح
جائزتها الإعلامية لهذا العام للمسلسل الكندي "مسجد صغير في البراري"،
تقديرا "للصوت الشجاع الذي يقدمه المسلسل"، والذي جذب اهتماما إعلاميا
واسعا في أمريكا الشمالية وأوروبا.

وذكرت وكالة "أمريكا إن أرابيك"
أن مجلس الشئون العامة الإسلامية بالولايات المتحدة أعلن عن تقديم جائزته
الإعلامية السنوية لكاتبة المسلسل زرقا نواز باعتبارها صوتا شجاعا وحيّا،
وذلك في احتفال المجلس في 29 يونيو القادم بمدينة لوس أنجلوس في ولاية
كاليفورنيا.

وعُرض المسلسل لأول مرة في يناير 2007؛ حيث حظي بالعرض في وقت ذروة المشاهدة على شاشة التلفزيون الكندي.

وفي
قالب فكاهي واقعي يناقش المسلسل العلاقات بين الأفراد والعائلة، وقضية
الحب، والفجوة بين الأجيال، والموازنة بين الأديان والثقافات المختلفة في
بلدة "ميرسي" الصغيرة الواقعة في البراري بوسط كندا.

وتدور أحداثه
حول مجتمع إسلامي صغير في البلدة، وكيف يواجه هذا المجتمع تحدي الذوبان
والاندماج في المجتمع الغربي، ونظرة هذا المجتمع الغربي لهؤلاء المسلمين.

ويتشابه
اسم المسلسل مع اسم مسلسل أمريكي شهير أذيع في ثمانينيات القرن الماضي
باسم: "بيت صغير في البراري"، ويحكي قصة أسرة غربية في الريف الأمريكي
تدور حياتها حول التردد على الكنيسة

ويقول
المجلس: إن زرقا نواز (34 عاما) -وهي مخرجة وصحفية كندية من أصل باكستاني-
اكتسبت اعترافا بأفلامها التي تلقي الضوء على الصور النمطية الملتصقة
بالمسلمين في محاولة لدحضها.

من جانبها قالت زرقا: "نحن كمجتمع
ندرك أنه بدلا من التراجع والشكوى بشأن صورتنا، يتعين علينا أن نكون
إيجابيين في خلق صورتنا نحن". وأردفت: "لنكن مخرجين، لنكن صحفيين، لنمتلك
صحفنا الخاصة بنا، ولنشارك في المجتمع".

ومعظم الكوميديا في
المسلسل مستوحاة من تجارب شخصية لكاتبته التي انتقلت للعيش منذ عشر سنوات
من مدينة تورنتو إلى مدينة ريجينا في إقليم ساسكاشون بوسط كندا، حيث قالت
في تصريح سابق لها قُبيل عرض "مسجد صغير في البراري": "ليس هناك أفضل من
الحقيقة كمصدر للكوميديا".

وجذب المسلسل الكثير من الاهتمام
الإعلامي دوليا حتى قبل البدء في بثه، وهو ما دفع قناة "سي بي سي" إلى
البدء في إذاعته قبل شهور من موعده المقرر، وقد حظي بأعداد قياسية من
المشاهدين الكنديين؛ إذ بلغ متوسط مشاهدي المسلسل في كندا مليون شخص لكل
حلقة في الموسم الأول، ويجري في الوقت الحالي إنتاج حلقات الموسم الثاني
منه.

وترى
زرقا أن "هذه الكوميديا التلفزيونية هي الأولى والوحيدة التي لا تنظر إلى
المسلمين من الناحية السياسية، وليس لها إسقاط يقصد منه الجانب الديني، بل
هي بمثابة فتح لباب نرى عبره حياة أشخاص يحاولون الاندماج في مجتمعهم
الغربي المتمثل في بلدة كندية صغيرة لديها أفكار مسبقة عن المسلمين".

وقالت:
"أنا أهدف من استخدامي للكوميديا إلى أن أنزع عن الناس التفكير العنصري،
فهي دعوة للناس أن يفكروا خارج نطاق القوالب الفكرية الثابتة".

وتم
هذا الشهر توقيع اتفاق التوزيع الدولي الأول للمسلسل مع محطة "كانال بلس"
التلفزيونية الفرنسية العملاقة التي سوف تبدأ بث الموسم الأول من المسلسل
في يوليو 2007؛ بحيث يتم عرضه في كل من فرنسا والمناطق الناطقة بالفرنسية

في سويسرا والدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا.

ويهدف
مجلس الشئون العامة الإسلامية من وراء تقديم جائزته الإعلامية السنوية إلى
"تعزيز تقديم صورة إيجابية ودقيقة عن الإسلام والمسلمين في الغرب".

وبدأ المجلس تقديم الجائزة في عام 1991، وحصل عليها خلال 16 عاما ممثلون ومؤلفون وناشطون لمساهمتهم في نشر الاعتدال والتنوع.

وفي العام الماضي حصل عليها فيلم "الجنة الآن" والمخرج هاني أبو أسعد، وسلمان أحمد مؤسس فرقة الروك "جنون" بجنوب آسيا.

وبحسب
إحصاءات صدرت العام الماضي تقدر نسبة المسلمين في كندا بنحو 1.9% من
إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 32.8 مليون نسمة. ويحتل الإسلام المرتبة

الثانية بعد الديانة المسيحية هنا